طنجة-عبد الله الحامدي (سوريا-قطر)
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
شعر

طنجة

هل أنا أول العاشقين
هل أنا آخرهم؟
بين عطرين:
زهرة الأقحوان وطنجة
أو طنجة وزهرة الأقحوان
لا تغاري يا جميلتي
الخضراء
فكل قمر لا يشبهك
يغرق في البحر
وكل بحر لا يغتسل بك
صحراء!
هل أنا أول العاشقين
هل أنا آخرهم؟
بين ضوئين:
ليل طنجة ونهارها
يتنازعان
وأنا قاضي القضاة
من يا ترى غيري
سَيَفُكُّ موج الاشتباك؟
بين موت وحياة
بين موتين
لوجه العشق
أرشف العسل المصفى
وأجوب حقلاً دامي الأشواك!
بين حياتين ..
يعبرُ النورس
ويُقسم السفح القديمْ
للشاطئين
يتخذُ المؤرخُ ريشَهُ ودواتَهُ
ويسجل الهفوات:
بيضاءُ ناعسةٌ
تذكرني بمراكب الأحبابْ
في ضفة الشام
أيام هشام ..
دهماءُ حنطيةْ
حرقت سفائنها لأجلي
كما جداتها لأجلٍ ما
وأهملتِ الإيابْ ..
قمر يناديني
ويغويني
يستدير ويستدير كبرتقالة
وغصن يحتويني
لا يكاد من الطراوة يستقيمْ!
يا من تسجل
سجل بدفترك العظيمْ
للناس كافةْ:
لي فوق هذا التل
زهرة أخرى
هناكْ
سأحنُّ ما شاء الهوى
لمطالع الأجداد في "مرسيّةْ"
سأقول للبحر يميناً
وأقول أيضاً للمحيط:
هذا أنا
كفى
لا تبغيان
قلبي يعجلني الرحيل
ويداي تحتضنان "جنيّةْ"!
فليحترق
من بعدي الطوفان
سأقود هذا الليل أسطولي
إلى حلمي وأوراقي
وشرفة الليمون
ومصطبتي والشمعدان
وتلك القبلة الحرى
أمام الباب
والرقص
والريح التي تعصف
قبيل الحملة الكبرى
في قلعة منسيّةْ ..
يا من تسجل
توقف برهةً
قلت إن حوادث الأيام
دوماً تستعاد ..
أريدها .. الليلة
لـ "أبي .. الصغير"!
لنبكِ قصر غرناطة الأخير
وننساه لينسانا
كراقصة مسافرة
من الخيمة إلى الحلبة
من الحلبة إلى الغيمة:
فلامنكو فلامنكو
بلا وطن ولا حزن ولا تفكير
وعند الفجر ..
ربما يصحو الضمير
وأعود
وتعودين
وأغني
مثلما كنتِ تغنين
مع عازف الغيتار ..
وحدي
على مقهى "الحافةْ":
أملأ الشاي المعتق .. من علِ
وأذيب سكره بضحكتك التي تغلي
أرفع نخبك الآتي .. وما يلي
وأقرعه بذياك الأفق وهو لي
أزرقٌ أزرق
هذا الفضاء
كيف استحال بلحظة
لصبية مجنونة شقراء!
ليلُ طنجة وحشٌ أبيضُ
لا يغفلنكْ ..
ونهارُها وعلٌ
يَسْمَرُّ من حر البكاء
لا يقتلنّكْ ..
بين نارين أنا
وماءٍ واحد خلط الجهات
جبلٌ يهذي
إلى سهلٍ من الأشواق
سهلٌ يخلع الأفواه
يضحك
لالتحام القارتين
والافتراق
مثل حبات الكرز
فوق الشفاه
مثل العيون الشهل
وعنقود الخرز
مثل الطيور الخضر أحياناً
مثل الأصابع
تبتكر اللغات: أفعالها، أسماءها
وتهجرها إلى صمت الصفات
لتوقظ روحها الإنسيّةْ ..
بهذه الكأس يا طنجة
بهذه الكأس؟!
وهذا العشق يا طنجة
وبعد اليأس؟!
لا تسحريني ..
لماذا الآن يا طنجة؟
لماذا الآن؟
لا تقولي:
لم يَفتْ بعدُ فوات الأوان
لم يَفتْ بعدُ فوات الأوان!



 
  عبد الله الحامدي (سوريا-قطر) (2008-07-02)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

طنجة-عبد الله  الحامدي (سوريا-قطر)

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia